يعتبر التأخر اللغوي والاجتماعي من الأعراض الأساسية لدى أطفال التوحد. فجميع أطفال التوحد يتأخرون في اكتساب المهارات اللغوية والاجتماعية، ولكن بدرجات متفاوتة من طفل إلى آخر. ويُقسَّم أطفال التوحد في هذا المجال إلى قسمين: طفل ناطق (أي يستخدم اللغة اللفظية) وطفل غير ناطق (يستخدم طرق تواصل غير لفظية). وفي كلا القسمين على معالج النطق أن يختار استراتيجيات مناسبة، حسب حالة كل طفل.
يعتبر التأخر اللغوي والاجتماعي من الأعراض الأساسية لدى أطفال التوحد. فجميع أطفال التوحد يتأخرون في اكتساب المهارات اللغوية والاجتماعية، ولكن بدرجات متفاوتة من طفل إلى آخر. ويُقسَّم أطفال التوحد في هذا المجال إلى قسمين: طفل ناطق (أي يستخدم اللغة اللفظية) وطفل غير ناطق (يستخدم طرق تواصل غير لفظية). وفي كلا القسمين على معالج النطق أن يختار استراتيجيات مناسبة، حسب حالة كل طفل. ولكن بشكل عام، هنالك مبادئ أساسية يجب أن يعمل عليها المعالج، بالتعاون مع الأسرة طبعاً، مهما كانت فئة الطفل مع التوحد. هذه المبادئ الأساسية تشمل:
1: استخدام اللغة بشكل عفوي
الأمر الأول الذي ينبغي على المعالِج أن يضعه في الاعتبار هو كيف يدرب طفل التوحد على استخدام اللغة في حياته اليومية، بشكل عفوي وبدون أي تحفيز أو مساعدة من قبل الآخرين بعبارات مثل "شو بدك؟"، "أعطيني.." أو غيرها. يمكن البدء في هذا المجال بتعليم الطفل أن يطلب ما يريد، من خلال التواصل اللفظي.
الطفل الناطق: يتم البدء بتدريبه على إنتاج المفردات التي يحبها ويحتاج إليها، مثل "أكل، سيارة، تلفون… إلخ"، كما ينبغي الابتعاد (في بداية العلاج فقط) عن تعليمه المفردات التي لا يستخدمها مثل "عين، فم، كرسي، طاولة... إلخ". وبعد تعلم هذه المفردات، يتم تعليمه استخدامها في حياته اليومية، بشكل عفوي طبعاً.
الطفل غير الناطق: يتم تدريبه في البداية على الإشارة إلى الأشياء التي يحبها (التي يحبها فقط) ومن ثم يتم العمل على طلب هذه الأشياء باستخدام الصور (نظام (PECS. ويستمر العمل بهذا النظام إلى أن يصبح الطفل قادراً على النطق واستخدام اللغة اللفظية أو يتم الاستمرار باستخدام هذا النظام في حال عدم قدرة الطفل على تطوير اللغة اللفظية.
2: استيعاب اللغة:
غالباً ما يتعرض معظم معالجي اللغة والكلام إلى السؤال الأهمّ بالنسبة للأهل: "متى سيبدأ ابني بالكلام؟ متى سيتكلم مثل أولاد صفه؟". وهنا تكون إجابتنا، عادةً: "يجب أن يفهم الكلام، أولاً". فإن استيعاب اللغة شيء أساسي، بل أساسي جداً، لكي يبدأ الطفل بالكلام. وعلى سبيل المثال، لو دربنا الطفل على تكوين جملة "أنا أحبّ التفاح"، مثلاً، لبضعة أشهر ونجح الطفل في نهاية المطاف في تركيبها، فهذا لا يعني أبداً أنه أصبح يتكلم!! ذلك أن الطفل المصاب بالتوحد يجب أن يمر بنفس مراحل النمو اللغوي التي يمر بها الطفل ذو التطور الطبيعي. وهنا يجب على المعالج أن يضع في خطته العلاجية أهدافاً لتنمية استيعاب الكلام؛ وعلى هذه اللغة الاستيعابية أن تكون، عادة، مرتبطة بأشياء تهمّ الطفل، مثل ألعابه أو نشاطه اليومي، كالاستحمام والأكل واللعب…. إلخ.
الطفل الناطق: تدريبه على استيعاب أوامر بسيطة، مثل: "أعطيني، اجلِس، صفِّق، سكّر الباب... إلخ"، ثم مفردات الأشياء التي يحبها، مثل: "أعطيني شوكولاتة، أعطيني مَيّ، أعطيني سيارة…. إلخ".
الطفل غير الناطق: نستهدف تدريبه على الأوامر والمفردات ذاتها، ولكن نقوم بعرض صورة الفعل أو الشيء الذي نريده، ثم نطلب منه تنفيذه.
3: تعميم المهارات اللغوية والاجتماعية:
يواجه جميع أطفال التوحد، الناطقين وغير الناطقين، صعوبات كبيرة في نقل خبراتهم اللغوية والاجتماعية من نطاق الجلسة والمعالِج إلى خارج المركز، إلى الحياة اليومية. فنجد الطفل يستخدم اللغة مع المعالج ويتبع تعليمات بسيطة خلال الجلسة، لكنه لا يستخدم اللغة في البيت أبداً، ويبدو كما لو أنه لم يستفِد من العلاج. وهنا يأتي دور المعالج في أن يجعل التعميم هدفاً أساسياً في نهاية كل هدف علاجي قصير المدى.
الطفل الناطق: يتم تعليم الطفل التعميم من خلال إشراك الأهل في الجلسة (أو المكان الذي يستخدم فيه طفل التوحد اللغة) وجعلهم يأخذون دور المعالج بأن يستخدموا الاستراتيجيات ذاتها خلال الجلسة. وبعد أن ينجح الطفل في استخدام اللغة مع الأهل خلال الجلسة، يتم الطلب منهم إشراك شخص آخر في المنزل، أو شخص غريب في سياقات أخرى من البيئة الطبيعية للطفل، حيث يقوم هذا الشخص بتطبيق نفس الاستراتيجيات مع الطفل. وبعد نجاح الطفل مع هذا الشخص، يتم تعريضه لمواقف ولأشخاص مختلفين حتى يقوم باستخدام اللغة التي تدرّب عليها خلال الجلسة، ومن ثم يتم الانتقال إلى الهدف اللغوي التالي.
الطفل غير الناطق: تعليم التعميم يمر بنفس المراحل مع الأطفال الناطقين. فمثلاً، إذا كان الطفل يستخدم مع المعالج صورة الشوكولاتة للحصول عليها، فإننا نقوم بإشراك الأهل في الجلسة ليطلب منهم الشوكولاتة باستخدام الصورة ذاتها والطريقة نفسها، ثم نقل الخبرة إلى البيت، ثم إشراك شخص في البيت، ثم إشراك شخص غريب خارج البيت. ومن ثم ننتقل إلى مفردة أو هدف آخر؛ وهكذا.
علي شلاعطة – أخصائي لغة ونطق
الوحدة العلاجية ـ عرابة
يَسرُنا ان تملأ بياناتك: الإسم - البريد الإكتروني، لكي يصلك كل الجديد حول "مركز الرازي لتأهيل الاطفال"
Instagram
Whatsapp
Facebook
messenger