يأتي هذا الموقع المتاح للجميع من منطلق إيماننا الراسخ بضرورة التواصل بيننا وبين الجمهور الواسع عمومًا، والجمهور ذي الصِّلة خصوصًا. وإنّه لَوسيلة إضافيّة لتعميق الوعي الجماهيريّ، وللتأكيد على ضرورة إحداث تغيير تَوْعَوِيّ في تعاملنا مع "الآخَر"، خصوصًا مع أولئك الذين يعيشون بيننا ويحتاجون منّا إلى دعم مهْنيّ وإنسانيّ ليتسنّى لهم التأقلم في الحياة المجتمعيّة اليوميّة بمفهومها الواسع.
هذا ما وضعه "الرازي" نُصب عينيه حين تأسّس قبل ما يزيد عن عشرين عامًا.
"الرازي" هو، أوّلًا وقبل كلّ شيء، رسالة!
إنّه طريق لبناء عالم أفضل.
عالم يكون فيه مكان آمن، مكان داعم، يتمكّن فيه كلّ شخص من استغلال الطاقات الكامنة فيه.
عالم يستطيع فيه أن يشعر كلّ إنسان بإعاقته وبمحدوديّته الشخصيّة بكلّ ثقة وأمان.
فلكلّ إنسان إعاقة،
ولكلّ إنسان، أيضًا، نور داخليّ وقدرات مميّزة،
ولكلّ إنسان مسار حياة وحُلْم..
وإنّه يستطيع تحقيق ذاته وحُلْمه إذا آمن بنفسه، وأدرك نقاط قوّته، وتواجد في مكان آمن وداعم، أو – على الأقلّ – في مكان لا يحدّ من انطلاقته الطبيعيّة.
المطلوب، فقط، اتّخاذ القرار، والتخطيط، والعمل بهدوء.. والصبر..
لهذا نحن هنا..
نحن هنا لنرشد وندعم، ولنكون قدوة.
في الطريق نحو بناء هذا العالم الأفضل هناك تحدّيات. وهذا طبيعيّ. هناك، أحيانًا، شعور باليأس حين تأتينا الصعوبات من حيث لا نتوقّع. وهذا شرعيّ.
يعمل "الرازي" مع نصف البلاد تقريبًا؛ مع أكثر من 115 سلطة محلّيّة وبلديّة وقسم رفاه.
الرقعة الجِغرافيّة واسعة؛ من أقصى الشِّمال حتّى أمّ رشراش [إيلات] في الجنوب.
وهذا يزيد التحدّيات.
هذا يتطلّب عملًا إضافيًّا كبيرًا لهدف رفع منسوب الوعي، والتعاون المهْنيّ في مناطق محدّدة ذات ميزات ثقافيّة واجتماعيّة خاصّة..
ونحن شركاء في هذا، ونقود التغيير فيه أحيانًا كثيرة.
"الرازي" هو كلّ واحد منكم. أنتم الموجودون على الجبهة.
هو طاقم الموظفين والمهْنيّين والإداريّين، الذي يعمل بانتماء؛ ويرشده الصدق والأمانة والشفافيّة.
نحن هو هذا الطاقم الرائع، والذي يزيده روعة تغليبُ النساء فيه؛ 80% من الطاقم من النساء: حاضنات ومعالجات ومديرات وقياديّات، على درجة كبيرة من الثقة والمهْنيّة والانتماء والمسؤوليّة.
نحن إدارة مؤسّسة، لربّما هي المؤسّسة الوحيدة المستمرّة في نشاطها، التي لا تُعتبر "بِزْنِسًا عائليًّا".
هذا الطاقم الذي يزيّنه 13% من الموظفين الذين يعرفون المحدوديّة عن قرب، ويتعاملون معها يوميًّا، ليس كموظفين ومعالجين فقط، بل في البيت أيضًا؛ كأمّهات وآباء، وأخوة وأخوات وأبناء.
"الرازي" هو هذا الخليط الثقافيّ الذي يأتينا من حوالي 45 بلدًا؛ من أقصى الشِّمال حتّى النقْب: من عرّابة وتل أبيب ورَهَط و"ريشون لتسيون" و"هود هشارون" وسخنين وحيفا والناصرة و"يـﭭـنه" و"ﭼـدوت" والشيخ دنّون وغيرها.
هذا الطاقم الذي يمتلئ قوّة كلّما أعطى أكثر؛ الذي يأخذ من الأطفال طاقة تزداد عنفوانًا كلّما اقترب يوم العمل من نهايته..
فالعمل في "الرازي" يشحن..
إنّنا بعملنا اليوميّ لا نلمس غير الابتسامات، مع إدراكنا التامّ أنّنا على الأرض؛ فلا بدّ من أخطاء.
كنّا ولا نزال نطلب النقد من شركائنا لنتعلّم، فالتعلّم من الأخطاء قوّة.
كنّا ولا نزال نحترم كلّ ملاحظة بنّاءة، ونحتوي كلّ صرخة أب أو شكوى أمّ ونقول: شكرًا؛ لأنّكم سمحتم لنا بأن نكون عُنوانكم للتعبير، ووثقتم بأنّنا سنحتويكم بكلّ الحبّ.
ونجحنا في كلّ المرّات..
حتّى بعد أن بلغ الحدث حدّه ولم تستطِع معالجة أو موظفة الصمود؛ فبكت بصمت.
فنحن نعرف كيف ندعم جنودنا، أيضًا.
لقيادة التغيير ثمن؛
والمتعة هي بالصمود وبرؤية النتائج.
"الرازي" هو كلّ الابتسامات التي تغذّينا؛ هو كلّ كلمة دافئة تصلنا من أب، وكلّ دمعة فرح لأمّ، بعد أن ترى طفلها يقوم بخطوته الأولى..
هو هذا الجنديّ الذي يبقى متأهّبًا ولا ينام، يبقى يقظًا وعلى أمل، لا يكلّ ولا يتعب، ومستعدّ دائمًا أن يقدّم لمسة حبّ وقبلة على جبين.
إنّه أنتم؛ الأهل..
فمعكم سنكون يومًا ما نريد..
ولكن لا تنسَوا: علينا، أوّلًا، أن نريد.. أن نحلم.. حتّى نكون ما نريده..
د. علي بدارنة
مدير عامّ "الرازي"
انستاغرام
واتسب
فيسبوك
messenger